إن تعليم اللطف واللباقة للطفل هي الطريقة التي عليه أن يتصرف بها والطريقة التي يتحدث بها. يجب أن يتحدث دائماً بأدب مع الآخرين، ويستخدم كلمات لطيفة مثل "شكراً، آسف، من فضلك، مرحباً، إلخ". إن السلوكيات الأساسية التي تظهر اللباقة هي الاعتذار بعد ارتكاب خطأ ما، وقول "شكراً" عندما يفعل شخص ما شيئاً جيداً لك، مساعدة الآخرين، احترام كبار السن، إلخ. دعونا نتعلم الدروس من القصص القصيرة عن اللطافة والأدب للأطفال، اقرئيها على مسامع أطفالك، وتابعي تصرفاتهم في التعامل مع الآخرين.
5 قصص عن اللطف والأدب
من فوائد اللطف العديدة على القلب أنه يقوم بإبطال تأثيرات الأحداث المسببة للإجهاد الذي يمكن أن يتسبب في أمراض للجسم، كما أن الامتنان وقول كلمة (شكراً) يعد محصناً للقلب أيضاً، ويساعد الأشخاص على تجاوز الأزمات، فعل مي هذه القيم لأطفالك عبر القصص الآتية:
1. قصة الصبي الذي كان وقحاً مع الآخرين:
كان هناك طفل غاضب في الفصل، اسمه رايان، كان وقحاً جداً مع الأشخاص من حوله. لم يكن رايان يحب أن يكون مهذباً مع أي شخص. كان معلموه ووالداه يعظونه دائماً بأن يكون مهذباً ويستخدم كلمات مثل "شكراً، آسف، من فضلك، إلخ". ومع ذلك، لم يؤثر عليه شيء. كلما أراد شيئاً؛ كان ينتزعه ببساطة من دون إذن أو طلب. كان دائماً يسخر من الآخرين ويبتعد.
ذات يوم كان رايان يلعب كرة القدم في الحديقة، فجاءت سيدة عجوز إلى الحمام وطلبت منه بعض الماء، فرفض رايان أن يعطيها كوب ماء وتجاهلها، وبعد أن رأت السيدة العجوز هذا السلوك الفظ، لعنته بأن أي كلمات وقحة ينطق بها أو سلوك وقح يبديه تجاه الآخرين؛ سوف يترك ندبة قبيحة على وجهه من الآن فصاعداً.
صرخ رايان وبدأ اللعب، وبينما كان يركل الكرة، لكم وجهه وارتطمت الكرة بوجهه، فأصيب بندبات. وبعد ذلك، ذهب إلى الحديقة حيث خدشه كلب وركض خلفه، ونتيجة لهذا، سقط على الأرض وأصاب وجهه. دخل رايان إلى منزله، ورأته والدته وسألته عما حدث لوجهه. صرخ في والدته وقال لها: "اذهبي إلى المطبخ وافعلي عملك". صعد رايان إلى غرفته وفجأة انزلق من الدرج وأصاب أنفه وعينيه.
كان رايان غاضباً للغاية ويشعر بالألم. كان والداه قلقين عليه. لم يكن رايان يحب نفسه عندما رأى وجهه في المرآة. بدأ يفكر في الأمر برمته وأدرك أنه كلما قال كلمات بذيئة، كان يُعاقب. كان يبكي. جاء والده إلى غرفته وقال رايان: "من فضلك يا أبي دعني وشأني". والمثير للدهشة أنه في اللحظة التي استخدم فيها كلمة "من فضلك"، اختفت الندبة على وجهه وأدرك ما حدث.
في الصباح التالي، تحدث رايان بأدب مع الجميع. ومع كل كلمة مهذبة، اختفت الندوب من وجهه. وفي المساء، رأى رايان نفس السيدة العجوز مرة أخرى. ركض إليها واعتذر وعرض عليها كوباً من الماء. ابتسمت السيدة العجوز وقالت: "أتمنى ألا تنسى هذا الدرس أبداً".
* العبرة من القصة: التحدث بكلمات مهذبة مع الجميع هو عادة جيدة وضرورية.
2. قصة صاحب المتجر المهذب:
كان جاد بائعاً مهذباً يبيع البسكويت والحلوى في مخبزه. ذات يوم، ذهب رجل إلى مخبزه. وبعد أن سأل عن الرسوم، طلب بعض البسكويت ودفع ثمنها. طلب جاد بعض الوقت لإعداد بسكويت طازج. جلس الرجل على الكرسي وانتظر بصبر طلبه. استغرق جاد وقتاً أطول مما كان متوقعاً. وعندما سأله العميل عن سبب التأخير، أخبره بأن الفرن لا يعمل، وبالتالي لا يمكن خبز البسكويت الطازج. بدأ الرجل بالصراخ بغضب. قال جاد بهدوء: "أنا آسف يا سيدي، أقبل خطئي. أرجوك سامحني. سأعيد لك أموالك". أعجب الرجل بأدب جاد. سامحه وطلب منه تسليم الطلب عندما يتم إصلاح الفرن.
* العبرة من القصة: إن حسن الأدب يكسبك العديد من الأصدقاء الجيدين واحترام الآخرين.
3. قصة الدب تحت السرير:
في بعض الأحيان لا أستطيع النوم، وذلك بسبب الدب الذي يوجد تحت السرير. في إحدى الليالي، كان الدب يتنفس بصعوبة. وعندما تنفس، يرتفع السرير عن الأرض. وعندما تنفس، ارتفع السرير عن الأرض مرة أخرى. كنت أشعر بدوار البحر. لذا انحنيت على حافة السرير وهمست: "إذا استطعت أن تتنفس بهدوء أكثر قليلاً، سيدي الدب، فسأكون ممتناً لذلك، شكراً جزيلاً لك". لقد كنت مهذباً للغاية. لكن الدب لم يهتم! في الواقع، كان يتنفس بصعوبة أكبر، لقد كانت ليلة طويلة.
وفي مرة أخرى، كان الدب يصدر شخيراً بصوت عالٍ، كان الصوت يجعل أسناني تلتصق ببعضها، ويحرك الستائر، ويدفع جواربي إلى الخروج من الدرج. فانحنيت على حافة السرير وقلت: "إذا تمكنت من إصدار الشخير بلطف بنسبة عشرة بالمائة أكثر، يا سيدي الدب، فسوف يساعدني ذلك كثيراً ، شكراً جزيلاً لك".
لقد كنت عادلاً للغاية. لكن الدب لم يهتم! في الواقع، كان يصدر شخيراً بصوت أعلى، فكانت ليلة طويلة جداً. في بعض الأحيان، حتى الدب لا يستطيع النوم. وتلك الليالي هي الأطول، وفي إحدى الأمسيات، كان الدب يتقلب في فراشه، وكان السرير يتقلب معه. أولاً، سقط المنبه الخاص بي، ثم سقط رف الكتب الخاص بي، ثم حوض السمك الخاص بي، يا لها من فوضى! لذا تمسكت بقوة بعمود السرير وصرخت: "لو استطعت أن تقل ل من تقلباتك في الفراش، يا سيدي الدب، سيساعدني ذلك كثيراً، شكراً جزيلاً لك. وإذا أردت، يمكنني أن أقرأ لك قصة قبل النوم. فهذا يساعدني دائماً على النوم".
لقد كان عرضاً سخياً. وبدا أن الدب مهتم، أشعلت الضوء، ثم التقطت كتاب "الدب المزعج" من على الأرض، ثم بدأت في القراءة، ورويت على الدب قصتي معه، ومدى انزعاجي من حركته، وعندما أغلقت الكتاب برفق، كان المكان هادئاً جداً وصامتاً، وكان الدب نائماً، فأطفأت الضوء وأغمضت عيني، ونمت بعمق.
* العبرة من القصة: اللطف يجعل الجلف مطيعاً وأكثر نعومة.
4. قصة العصفور السجين:
كانت أمنية هدى منذ مدة امتلاك عصفور في قفص بغرفتها، حتى حق قت لها أم ها أمنيتها بإحضار عصفور جميل جداً في يوم ميلادها، ووضعته بقفص على جدار غرفتها لتصحو كل يوم على صوت تغريده. بدأت هدى الاعتناء بالعصفور وإطعامه وتنظيف قفصه على نحو مستمر، وكانت الفرحة لا تكاد تسعها بهذه الهدية، حتى لاحظت في أحد الصباحات عدم تغريد العصفور وإيقاظها كالعادة، ولاحظت أن العصفور لا يقبل الطعام ولا يشرب الماء فحزنت حزناً شديداً لذلك.
سألت خالتها التي سبق لها امتلاك عصفور عن حالته، فأخبرتها أن العصافير تعشق الحرية وأننا نظن أن تغريدها هذا طرب، بينما هو حزن بسبب وجوده في مكان لا يريده، فحزنت هدى مجدداً على ذلك، ثم قررت في لحظة قوة أن تُطلق سراح العصفور الحزين، وأن ها ستكون فرحة لحريته، ولن تكون أنانية بحبسه في قفص.
* العبرة من القصة: اللطف والتعاطف، وهو إحدى أهم السمات الأخلاقية، يؤديان على الحرية.
5. قصة ذئب في غاية الل طف:
يعيش ذئب وحيداً، ليس له صديق حقيقي . ومع ذلك، كل حيوانات الغابة تعرفه، لكن كل ما لمحوه فر وا كما لو أنهم يهابونه، إذا ما اقترب ليون من أرنبٍ وحشي أو سنجابٍ كي يقد م التحية، سرعان ما يتلق ى رد ا بأنه مستعجل وينطلق هارباً، الأيل والظ بية لا يقتربان أبداً منه، بينما الخنزير الوحشي دائم الهمهمة، فكل الحيوانات لا تثق به وتسعى دائماً إلى تجن ب الالتقاء به وجهاً لوجهٍ. قال الذئب: الذ نب ليس ذنبي إذا كان أبي، وجد ي وأبو جد ي وجد جد ي وكل أجدادي وأسلافي قد تصر فوا مع حيوانات الغابة الت صرف غير الل ائق!
الحيوان الوحيد الذي كان يمكن للذئب الت حد ُث إليه بين الحين والآخر هو الثعلب المكار، الذي لا يمكن الثقة به، ورغم ذلك كان الذئب يشعر بالسعادة حين يلتقيه. وذات يوم، شرع الذئب والثعلب أن يلعبا لعبة، كل يقوم بدوره، حتى دام لعبهما مد ة طويلة، حتى اختفى الذئب، ولم يتوصل الثعلب إلى رد على ندائه : "أين أنت أي ها الذنب؟ ماذا تفعل؟"، وأعاد الس ؤال مستغرباً، ودائماً بدون جوابٍ، تساءل إن كان صديقه أصابه مكروه، انطلق الثعلب يبحث عن الذئب، حتى نجح في العثور عليه خلف مرج. رأسه بين قائمتيه الأماميتين، ويبدو حزيناً، اقترب منه الثعلب وخاطبه مُعاتباً: لماذا انسحبت من الل عب معي؟ فرد عليه: أنا متعب، وهذه الل ُعبة بدأت أضجر منها، سأله الثعلب بلطف: لكن هل سقطت على رأسك؟ هل أنت مريض؟ أتريد أن أستدعي طبيباً؟ تنهد الذئب: طبيب! أنا لست مريضاً، أشعر فقط بضيقٍ، أنا أعاني من وحدة خانقةٍ!.
فسأله الثعلب غاضباً: ألا تكفيك رفقتي! فرد الذئب: لا تغضب! لكنني لا أراك دوماً، أنا أريد أن يكون لدي الكثير من الأصدقاء! قال الثعلب: أنا أيضاً أعيش وحيداً، وأنا سعيد هكذا، لكن إذا كنت متضايقاً إلى حد لا تستطيع تحم له، فاذهب إلى حيوانات المزرعة، قد يقبلون صداقتك! ستر?، فوجد الذئب فكرة الثعلب رائعة، وفي اليوم التالي جمع متاعه وانتقل إلى المزرعة للإقامة فيها. قال الثعلب للذئب: أعرف دجاجاتٍ سميناتٍ هنا في الخم ، استضفْني بمجر د ما إن تستقر ، ثم انطلق ضاحكاً، لم يفهم الذئب آخر كلمات فيلو، وفي اليوم التالي كان سعيداً لوجوده في المزرعة، لدرجة أن ه رمى مفتاح بيته القديم في الن هر، وقر ر أن يدخل أو ل بيتٍ يصادفه في طريقه.
إن ها الحظيرة، التي يعيش فيها حمل وديع بكل أمان، لكنه ما إن لمح الذئب، حت ى أطلق صرخةً: الن جدة. الن جدة. الذئب في الحظيرة! وأمام صراخ الحمل الوديع، لم يجد الذ ئب بد اً من الفرار، ثم دفع باباً آخر، وفجأة، صادف عنزة أطلقت صرخة رعبٍ: الن جدة.. الن جدة.. ها هو الذئب الذي افترس ابنة عم ي، لم يفهم الذئب ما يجري حوله، كل حيوانات المزرعة ما إن تراه حت ى يصيبها الر عب، فمشى ضائعاً، لا يدري ما يفعل، ولا إلى أين يذهب، لم يجد الذئب حلاً سوى أن يجلس وسط ساحة المزرعة، لم يسمع الد جاجتين ثم الث الثة، فالر ابعة الل واتي كن يقتربن منه، سألته واحدة منهن: هل تبحث عن شيء؟ قال الذئب: إني كما ترون، أحاول أن أفهم ما يحدث لي، لقد وصف لي الثعلب المزرعة كما لو كانت روضة، قاقتِ الد جاجات كل ها في نفس الوقت: عم ن! عم ن تتحد ث؟
أخذت الد جاجات تجري في كل الاتجاهات، توقوق، الن جدة! إن الث علب هو الذي أرسله إلى هنا! جرى الد يك، وسرعان ما تبعته ديكة حبشي ة، كل حيوانات الخم تحر كت تعدو، تجري في كل الات جاهات مضطربةً مرتبكةً. لم يقوَ الذئب على الكلام، ولم يستطع أن يتحر ك، كان في حالة مزريةٍ، وحيداً وسط كل هذه الفوضى! صراخ الد جاجات أثار انتباه كل حيوانات المزرعة، إن ه هو، إن ه الذ ئب؛ هُبُوا جميعاً، يجب طرده من المزرعة! وبينما عيناه مغرورقتان بالدموع، وجد الش جاعة للكلام، وقال: سامحوني، كنت في حاجة ماس ة لأصدقاء! وكنت أظُن أن ي سأجدهم عندكم. لكن، حيثما مررت أو حللت، ألاحظ أني أزرع الر عب. لماذا؟ ألن أكون محبوباً أبداً؟ كان حزنه شد?داً درجة أن الحيوانات بدأت تتأس ف لموقفها منه.
اقترب منه كلب المزرعة العجوز، ووضع قائمتيه الأمامي تين على كتفه، وقال: أحس ُ أن ي صرت طاعناً في الس ن ومتعباً، أنا في حاجة إلى من يقوم بمساعدتي في الحراسة، ليس عمل الحراسة صعباً، إن أنت وافقت وقبلت عرضي، أعل مك كيف تقوم بذلك؟ قبل الذ ئب عرض الكلب بفرحٍ وشرع في عمله الجديد مباشرةً في اليوم الت الي، بسبب إخلاصه في العمل وطيبته أصبح أفضل صديق لكل حيوانات المزرعة، لم يأسف أبداً الذ ئب على أن ه صار الكلب الذئب المحبوب من طرف الجميع.
* العبرة من القصة: اللطف وحب الآخرين يوصل أياً كان إلى مراده في كسب الكثير من الأصدقاء.
تعليقات الزوار | اضف تعليق