نجحت شركة سويسرية ناشئة في تطوير آلة حفر كهربائية، أطلق عليها اسم "الدودة الأقوى في العالم"، والتي في إمكانها توليد الطاقة الحرارية الأرضية، عن طريق تشغيلها آليا بالكامل، والحفر تلقائيا في طبقات مختلفة من الأرض. ويساهم الحف ار الآلي في جعل الطاقة المحبوسة داخل الأرض، أرخص وأسهل في الاستفادة منها.
وعن ذلك الإنجاز، يقول موريتز بيل، المؤسس المشارك لشركة "بوروبوتيكس" المطورة للحفار: "سيصبح الحفر ممكنا في العقارات، إذ كان من غير الممكن تصور ذلك في الحدائق الصغيرة ومواقف السيارات وربما حتى الطوابق السفلية". ويبلغ عرض الروبوت الصغير 13.5 سنتيمترا، وطوله 2.8 متر، ويمكنه الحفر في أي مكان تقريبا بصمت.
ووفقا لـ"بوربوتيكس"، فإن الآلة الملقبة بـ"غرابوسكي" على اسم الخلد الكرتوني الشهير، هي أول آلة حفر حرارية أرضية في العالم تعمل بشكل مستقل، وتمتاز أجهزة الاستشعار الموجودة في رأس "الدودة الأقوى في العالم"، بأنه يمكنها اكتشاف نوع المادة التي تحفر من خلالها، إذ أنها إذا اصطدمت بنبع ماء أو خزان غاز في طريقها نحو الأسفل، فإن الروبوت يقوم بتغيير اتجاهه أو يتوقف عن الحفر تلقائيا.
وعلى عكس الحفارات النموذجية للصناعة التي تعمل بالديزل، فإنه يتم توصيل الروبوت بمقبس كهربائي عادي. كما يتسم الروبوت "غرابوفسكي" بأنه فع ال للغاية في استعمال الموارد، ويحتاج إلى الحد الأدنى من الصيانة، نظرا لحجمه الصغير، وفقا لشركة "بوربوتيكس".
ورغم ذلك، فإن إطار دودة "غرابوسكي" المتواضع يحمل بعض العيوب، إذ أن الجهاز أقل قوة من الحفارات الأكبر، كما أنه أبطأ ولا يمكنه الحفر إلا إلى عمق أقصى يبلغ 500 متر، ولكن بالنسبة لسوق شركة "بوربوتيكس" المستهدفة، فإن هذا أكثر من كاف، بحسب قولها. وفيما تسعى أغلب الشركات الناشئة في مجال الطاقة الحرارية الأرضية، إلى توليد الكهرباء على نطاق واسع من خلال الحفر على عمق كيلومترات عدة تحت قشرة الأرض، فإن شركة "بوروبوتيكس" تعمل على حفر آبار سطحية.
وهنا يوضح المؤسس المشارك لشركة "بوروبوتيكس"، موريتز بيل، أنه "في العديد من الدول الأوروبية، وعلى عمق 250 مترا، يكون متوسط درجة الحرارة 14 درجة مئوية، وهذا مثالي للتدفئة الفع الة في الشتاء، مع كونه باردًا بدرجة كافية لتبريد المبنى في الصيف". وتتطلع شركة "بوروبوتيكس" إلى اختبار "الدودة الأقوى في العالم" في ظروف حقيقية، خلال العام الحالي 2025.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
